اذا توقفت بعد العاشرة مساء أو بعد الحادية عشر صباحا أمام أي من المطاعم التى تقدم الوجبات العادية من فول وكبدة وبيض وغيرها من المطاعم السودانية..
.سترى مشاهد مأساوية فعلا..
في ثياب رجل محترم كبير السن يبدو عليه أنه عامل أو موظف خدمة مدنيه..
..يتحدث مع الصبي بصوت خفيض أن أجمع لي بقية الخبز من برميل البواقي.
تابعته.....
ينتظر الفرصة للحديث لكثرة الزبائن .
...ينتظر ويراقب وبعدها بقليل يتحدث مع صاحب المطعم الذي يبدو عليه الانشغال
بعد أن قام بتقطيع كل الخبز إلى قطع صغيرة تمهيدا لان تصبح بوش أو فته كما نقول وداخل كيس ،
دار الحديث التالي...
الرجل :
لو سمحت يابن عمي خليهو يرش لي فيهو أي حاجة..
صاحب المطعم :
أي حاجة شنو يعني؟ انت ماعندك قروش؟
الرجل- ماعندي والله .. إن شاء الله موية وبصل بس .. والله عايز اشيلو للاولاد لكن كان شلتو بي شكلو دا بعرفوهو باقي الكرته ، لكن كان قلت ليهم بوش بياكلوا ساي...
ساد الصمت وجرت منى دموع لم أستطع أن أتوقف عن البكاء ولم استطع ان اتقدم إلى الرجل للحديث معه أو مساعدته من هول ما سمعت حتى رأيت
صاحب المطعم يعيد ترتيب المشهد كالتالي...
اسمع ...كل يوم ياخوي تجي تشيل عشا اولادك فول وبيض موش بوش ساي ، إلى أن اموت انا...وقال كلام لم أستطع سماعه ودس في يده بعضا من المال ثم قال له
اذا جيت بالصباح تشيل فطورهم ومعاه الف جنيه حق الخضار يوميا...
والله... اطرق الرجل وهمهم بكلمات لم أستطع سماعها .. ولكن فهمت انه لن يستطيع الحضور يوميا لكن كلما جاع الاولاد ولم يستطع اطعامهم سيلجا إلى هذا المكان الطيب...
سلمت عليهما الاثنين وشكرتهما على موقفهما وطلبت من الرجل رقم تليفونه فلم أجد عنده تلفون ، أعطيته رقمي ولم يتصل حتى الان ...
#منقووووول
صدقوني في ناس كتير زي ديل .... بالله عليكم لو جاكم زول مهما كان لبسو وهيبتو ما تردوه ... لعله يكون سببا في دخولكم الجنة ...
#دعواتكم
اضافة ...
والله بكيت وانا اقرأ بعض التعليقات علي المنشور ... ذكر البعض قصصا اشد الما وحزنا من المنشور ... بعض القصص لم استطع اكمالها من كثرة الدموع ... اللهم لطفك وعطفك بأهل السودان