" كنت لابس سلاسل كتير وقتها "
كنت قاعدة في يوم لاقيت شاب في التليفزيون قاعد قدام مذيعة وبيقولها الكلمة دي!
وبدأ يحكي قصة توبته وقال:
انا كنت مسافر عن طريق البحر أنا وصحابي، وفجأة يحصل حاجة مكنش حد متوقعها أبدًا.. وقتها الأمواج كانت عالية جداً والسفينة غرقت بينا وكان كل واحد فينا بيحاول ينقذ نفسه بأي طريقة ممكنة ولكن للأسف كنت بشوف الموت بيخطف صحابي قدامي!
اللي كان بيجيله شد عضل بسبب المية مكنش بيعرف يكمل عوم فكان بيستسلم للموت، واللي مكنش بيعرف يعوم من الأساس!
انا الوحيد اللي كنت بعرف أعوم كويس لكني كنت شاب عاصي!
شريط حياتي مر قدام عيني وكنت بعافر عشان أطلع وأتوب وبعدين أموت عادي، بس مش عاوز أقابل ربنا دلوقتي!
أصل أنا مش جاهز؟
صحابي كلهم ماتوا ما عدا تلاتة، كنا كل شوية ننادي على بعض عشان نطمن إننا لسه سوا.. كنت بعوم بس كان حاسس نفسي تقيل من كتر السلاسل اللي في رقبتي والخواتم والإنسيالات اللي في إيدي، الحاجات اللي كنت مفكرها روشنة كانت بتسحبني للموت شوية شوية، قعدت أصرخ وأقول: " ياااارب "
يمكن يسمعني!
وفضلت أكرر دعاء سيدنا يونس وأقول:
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
وبعد ما الليل قرَّب يجي خلاص عرفنا إننا هنموت ومفيش مفر من قدر ربنا، برودة المية كانت مؤلمة لأبعد حد!
وبعد شوية واحد صاحبنا مات سكتة قلبية!
مسكت في إيد صاحبي الوحيد اللي كان ونيسي في ظلمة البحر وقعدنا نصرخ وندعي، وكان كل ما يقولي هنموت كنت برد وأقوله أصرخ بأعلي صوتك، ربنا قريب مننا وسامعنا..
وفي وسط صريخنا جات سفينة وطلعتنا..
مكناش حاسيين بنفسنا في الوقت ده، كنا منهارين من العياط ومش مستوعبين إننا لسه بنتنفس!
من الوقت ده قررت أتوب، انا عيشت شعور الموت، وكنت مرعوب من ظلمة البحر ونسيت إن ظلمة جهنم أشد
.
عرفت قيمة الدقيقة، وقيمة الثواني اللي بنقول فيها..
" سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر "
كنت مفكر إن العمر طويل ومستهون بالدقيقة اللي ممكن أستغفر ربنا فيها وعشان كدا ربنا كسر كبريائي وعرفني قيمة نفسي!
ما هو لو معرفتش قيمة الجنة دلوقتي هعرفها وأنا في النار ووبتمنى ربنا يخفف عني دقيقة من عذابها.
#واقعية
#عزة_العمروسي